الحب في حياة فتاة

اليوم قررت اكتب لكم قصة فتاة مع الحب





كا نت كوثر فتاة صغيرة لطيفة بريئة تحب الحياة و الناس تحب ان تطرح تساؤلات لتعرف أكثر عن العالم الذي وجدت نفسها فيه كانت فضولية للغاية و لهذا أدمنت قراءة الكتب و مجلات الأطفال كان يصطحبها أبوها الى مكتبة صديقه فتقرأ كل القصص الموجودة فيها و تجد متعة كبيرة في ذلك و كانت محبوبة من طرف أفراد عائلتها و أصدقاؤها في المدرسة و جيرانها لأنها كانت تشع حيوية و صفاء و كيف لا و هي التي وجدت كل الظروف التي توفر لها كل ما تحتاجه لتكون اسعد الأطفال في العالم فقد كانت أمها تهتم بها و تحبها و أبوها كان يتفانى في تلبية طلباتها ورثت من أمها عينيها الجميلتين و طيبتها و من أبيها حبه للأدب و الموسيقى و الفن باختصار حين ابصرت الحياة رأتها بمنظار أبيض نقي و جميل لم تكن حياة هذه الطفلة تتمحور الا حول الحب كانت تحب عائلتها و تحب الدراسة و تتفوق فيها و تحب اللعب و التجول مع اختها الأكبر منها بعامين و ابيها و الاستمتاع بوقتها حقا لحظات الطفولة كانت رائعة و مثالية . و حين بدأ يتشكل وعيها صارت تفكر في الله كانت تحب الله و تسعى لمعرفته بشكل اكبر كانت تميل للدين و تجد فيه متعة و لهذا صارت تهتم بالأشياء الروحانية على الرغم من صغر سنها كانت تسعى لفهم أمور أكبر من ادراكها .





و هكذا مرت الأيام و الطفلة تتطلع الى المستقبل متشوقة لتصبح كبيرة في السن كما باقي الأطفال و أصبح لها أخت صغيرة أحبتها و مرت السنون و مع مرورها كانت الطفولة تودعها تاركة خلفها أحلى الذكريات ذكريات أعياد ميلادها و اللهو مع صديقاتها في الحي و أيام الصيف الجميلة التي قضتها رفقة عائلتها في شواطئ تطوان و مدينة مكناس و ذكريات أخرى كثيرة . فرحت كثيرا حين نجحت في السنة السادسة بتفوق و فرحت أكثر لأنها ستخوض مرحلة جديدة من حياتها و سترتاد الاعدادية و لكن ليتها لم تتحمس كثيرا لأن الاعدادية سرعان ما ملتها و صارت تنتظر مغادرتها على احر من الجمر لتلتحق بالثانوية و هكذا حال الانسان حين يدرك شيئا يصغر في عينيه و يبحث عن شيء اخر . هكذا مسيرة الانسان و سباقه مع الزمن حتى يتوقف قلبه عن الخفقان و دماغه عن التفكير حينها سيرتاح من التفكير في مستقبله.



اضطرت كوثر ان تختبر الحياة و تذوق مرارتها حين بلغت الثالثة عشرة من عمرها حين كانت تلهو مع بنات الجيران لفت نظرها فتى جذاب طويل نظر اليها فسحرتها نظرته و عينيه و خفق قلبها بقوة شعرت بمشاعر لم تختبرها من قبل و تساءلت ما هذه المشاعر التي تحس بها ؟ أهذا هو الحب الذي قرأت عنه و شاهدته في الأفلام ؟ انه احساس جميل و توالت أيام الصيف ومع تعاقبها كان اعجابها به يزداد صارت مهووسة باسمه و صديقاتها كلهن أدركن أنها مهتمة به و لكنها كانت ساذجة للغاية لأنها حين رأت تظراته التي كانت تخترق قلبها و ابتسامته الجميلة ظنت ان هذا يعكس جمال روحه لكن يا ليتها ما ظنت ذلك ايام قضتها في التفكير فيه و الشوق اليه رغم حداثة سنها أدركت أنها الوحيدة التي انجذبت اليه لذا قررت ان تنساه و لكنه هو من جعلها تشعر بالاسى و الحزن لأول مرة في حياتها و لم يكن المذنب رغم ذلك لأن نظرتها الطفولية للعالم و قلة تجربتها جعلتها تستسلم لتخيلاتها و أوهامها و بنت قصورا في أحلامها لا وجود لها في الواقع و كم عانت لأنه لم يكن يحبها في تلك الفترة لكنها الان تضحك على نفسها حين تتذكر كم كانت تحب أحدا لم يستحق حبها .